سينما العشرية السوداء فتحت عيون الجزائريين على صدمة الفاجعة

الأكثر قراءة

افتتاح ليالي أولاد جلال للمديح والإنشاد بمناسبة الشهر الفضيل
إطلاق حاضنة المدرسة العليا للفنون الجميلة "آرتي"
وهران تحتضن ندوة حول "مسرح علولة والبحث العلمي"
فتح باب الترشح للطبعة ال8 لجائزة "كاكي الذهبي" للكتابة الدرامية
افتتاح الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الوطني للعيساوة
فيلم يكشف استخدام فرنسا أسلحة كيميائية في الجزائر
عرض مسرحية "الخيط الأحمر" بقصر الثقافة مفدي زكرياء
القصبة ذاكرة وطنية حية تحتفي بتاريخها
البليدة: فتح المسرح البلدي "محمد توري" في حلة جديدة
تقديم العدد الأول لمجلة "سينماتيك" بالجزائر العاصمة

يجرى الحديث عن العشرية السوداء، أو عشرية الدم، وكأنهم يتكلمون عن أيام طفولة مقتولة، بيد الإرهاب، حيث أصبح القتل مشاعا ، وتحول الدم الى ممارسة وخطاب متسربلين بالمقدس الديني تارة، وبالمبجل الوطني تارة أخرى ..

في تلك المرحلة، أُعدم فنانون ومثقفون وصحافيون وأشخاص آخرون، الحياة العامة والثقافية في الجزائر تخلخلت أيضاً. وأيضا الإبداع السينمائي حيث هاجر عدد من صانعوه خارج البلد او صمت بعضهم الآخر ، لتأتي نهاية الغياب السينمائي مع انتهاء دوامة العنف. حيث وجد السينمائيون في العشرية السوداء مواضيع وأسئلة إبداعية لأفلام صنعوها تروي المأساة التي أدخلت الجزائر في دوامة من الرعب الدموي بأسلوب يجمع بين الطرح الجارح والقاسي للأحداث والنظرة الإنسانية للتطورات والغليان الذي أقحم فيه أفراد المجتمع مما جعل بعضهم يتحول إلى دمى آلية تسيّرها عن بعد قوى مجهولة. فالسنوات العشر السوداء من عمر الجزائر، فتحت عيون الجزائريين على صدمة الفاجعة، وعنف ” المسكوت ” عنه في طبعات الوعي الخامد، والمسيج بأثقال المحظور ” وأوهام ” اليقينيات ” المزيفة، حيث توالت الأحداث العنف في الجزائر كفيلم رعب سيئ لم يحسن المخرج السيطرة على كل التباسات وتداخلات قصته، فيحس المشاهد بالعجز لعدم تمكنه من تخمين ما خفي .

ووجها لوجه مع الإرهاب وأسئلته انبنت أفلام مثل  فيلم ” المنارة” للمخرج بلقاسم بلحاج، الذي يروي المأساة التي أدخلت الجزائر في دوامة من الرعب الدموي بأسلوب يجمع بين الطرح الجارح والقاسي للأحداث والنظرة الإنسانية للتطورات والغليان الذي أقحم فيه أفراد المجتمع مما جعل بعضهم يتحول إلى دمى آلية تسيّرها عن بعد قوى مجهولة. وفيلم “مال وطني” للمخرجة والممثلة فاطمة بلحاج الذي يتناول قصة عائلة جزائرية متواضعة سنوات التسعينات تعيش تحت ظروف العشرية الحمراء، وتحاول إبراز الأبعاد الحقيقية لظاهرة العنف و المأساة الوطنية. ويقدم فيلم “رشيدة” للمخرجة يمينة شويخ 2002 حيث شهادة متميزة على طريقتها الخاصة عن المأساة التي عرفتها الجزائر لأكثر من عشرية من الزمن. يستمد الفيلم قوته من تناوله صراع المرأة الجزائرية ومقاومتها الإرهاب خلال العشرية السوداء التي شهدت انتشار العنف والعمليات الإرهابية بشكل مخيف في الجزائر .

وفيلم “البطلة” للمخرج شريف عقون يتناول حقبة العشرية السوداء التي مرت منها الجزائر وما خلفته أحداثها من نتائج نفسية واجتماعية وسياسية واقتصادية على المجتمع الجزائري كالانقسامات وسيادة العنف والإرهاب باسم الدين، كما واكبت المخاض السياسي العسير خلال تلك الحقبة…

تتضمن افلام العشرية السوداء أسئلة القلق الكثيرة والعارية عن أسباب هذه الحرب، عمن تكون أطرافها الحقيقية، والغاية من ورائها؟ ومنظور الواقع المر والعبثي أحيانا؛ الواقع الذي يدفع للحرب ونقيض الحرب في آن معا.. ما هي أسباب المد الأصولي في الجزائر؟ وما هي العوامل التي تقف وراء المسار الذي أخذته الأحداث؟ وقبل ذلك وبعده: أين يكمن المشكل؟

حرّره: الصحفي والناقد السنيمائي محمد عبيدو

الإشتراك
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

0
يرجى التعليق.x
()
x