لو كنت سأكرم مواطنا جزائريا في قطاع الثقافة، فإن الناقد محمد لمين بحري جدير بالتكريم والاحتفاء، لكتاباته النقدية وانطباعاته الأدبية حول الأعمال الروائية للشباب.
إنه يقدم مجانا خدمة راقية وجليلة للسرد الروائي الجزائري محاولا غربلته بكل موضوعية حتى لا يحدث تمييع للساحة الأدبية بصعود “روائيين مغشوشين ومزيفين ” …
وإن الكاتب محمد لمين بحري في حاجة الى اقلام أخرى تقف إلى جانبه لتقوم معه بهذا الدور المهم في حياتنا الثقافية بعد استقالة عدد كبير من النقاد وميل بعضهم إلى النقد تحت الطلب فيما بقيت شريحة من نقادنا أسيرة كتب الماضي مشرقا ومغربا.
وبالمقابل وجب على وزارة الثقافة ومنظمات الناشرين في بلادنا السعي إلى انقاذ سوق النشر التي أصبحت مفتوحة على البغاث وإن البغاث بأرضنا يستنسر بطبع كتب لا ترقى إلى الرواية في شيء، ولا إلى الشعر وحري بنقادنا ومسؤولي الكتاب في بلادنا بالوقوف معا ضد هذا الاسفاف الذي تمارسه كثير من دور النشر وغايتها الربح السريع.
إن قرع ناقوس الخطر لا يكفي ولابد من تحرك جاد يحمي مستقبل الكتابة والقراءة على حد سواء بعد ان باتت الذائقة الأدبية في بلادنا مهددة بالنزول الى الحضيض بميلاد جيل من المؤلفين يدعون أنهم ورثة المشهد في الجزائر وربما في العالم العربي بينما الكتابة الادبية منهم براء فلا الشعر ولا القصة ولا الرواية يعترفون لهم بالتفوق لكنهم وجدوا في سماسرة النشر المحتالين طريقا لتقلد لقب “كاتب” والأدهى من هذا وجود قراء سذج ضحايا الاشهار لهؤلاء المؤلفين المفبركين عن طريق سحر الانفوغرافيا ومنشورات الفيسبوك والانستغرام المدعمة بالموسيقى و المونتاج المغري !!.
لا تتركوا محمد لمين بحري وحده في معركة الصمود والمقاومة فهي حرب ضد الرداءة والابتذال، تتطلب الاتحاد بين كتابنا المحترمين ونقادنا النبلاء الموضوعيين الذين لا يتقاعسون في حماية حرم الكتابة وصيانة عذريتها التي تغتصب في وضح النهار ويبدو أن لمين بحري وقلة قليلة جدا فقط من يهمها أن تدخل خط المواجهة دفاعا عن شرف الكتابة والقراءة في هذا البلد .
حرّره: الإعلامي عبد العالي مزغيش