عبد الوهاب بوغردة شاب من تمنراست، باحث ومؤلف موسيقي أكاديمي خريج المعهد الوطني العالي للموسيقى محمد فوزي تخصص نظريات وتحليل موسيقي في العلوم الموسيقية، عازف عود مهتم بتدوين التراث الموسيقي لمنطقة الأهقار خاصة والصحراء عامة، من بين إصداراته “موسيقى الأهقار من الشفهية إلى التدوين”، طموحه أن يجوب العالم بموسيقى الأهقار وهدفه بناء مدرسة خاصة تعنى بالتراث الموسيقى لمدينته.
حوار: صارة بوعياد
كيف كانت بدايتك في عالم الموسيقى؟
كانت بداياتي في عالم الموسيقي منذ ريعان شبابي في المرحلة المتوسطة، تكونت على ألة العود على يد الفنان القدير المرحوم عبد الله التومي الذي علمنا معنى التواضع وحب الفن والفنانين وكان دائما يحثنا على طلب العلم، اجتزت مرحلة الباكالوريا وقمت بالتسجيل بالمعهد الوطني العالي للموسيقى محمد فوزي، فمن هنا كانت أكبر انطلاقة في اكتشاف عالم الموسيقى الكلاسيكية والعربية بأساتذة متمكنين، فكان لي الحظ أن أدرس قسم العود عند الأستاذ القدير قويدر بوزيان الذي قدم لي جملة من الأفكار والنصائح ومن بينها الحفاظ على موسيقى التراث وتطويرها.
هل يطمح المبدع عبد الوهاب بوغردة أن يجول العالم بموسيقاه؟
أطمح أن أجوب العالم بالموسيقى من خلال إعطاء رؤية موسيقية جديدة تهتم بالتراث الموسيقي الأصيل لمنطقة الأهقار وتطويره، لأن هذا الجانب الموسيقي التراثي الكثير من لا يعرفه فأود أن أعرف به عن طريق استحداث أفكار جديدة تهتم بهذا المجال الفني.
وهل تجد أن أبواب العالمية تطرق من المحلية؟
نعم أبواب المحلية تطرق من العالمية لأن كبار الموسيقيين العالميين والفنانين الذين هم على الساحة الفنية انطلقوا من محليتهم ومن تراثهم، فمن خلال الموسيقى التراثية المحلية يمكن الترويج لموروثنا العريق إلى العالم بأسره.
ابن مدينة تمنراست كيف أثرت بيئتك في موسيقاك ومشوارك الإبداعي؟
تأثرت بالمنطقة بشكل كبير خصوصا في البيئة الموسيقية، وكما تعلمون أن منطقة تمنراست تستحوذ على كم هائل كبير وهائل من الموسيقى التراثية والفلكلورية وهذا ما يميزها عن باقي ربوع الوطن، لأن الأهقار تصنف موسيقاها ضمن موسيقى شعوب العالم في الجانب الغنائي والبوليفوني والإيقاعي والنغمي، ومن جهة معهد للفنون يفتقر للاهتمام بالتراث الموسيقي مع امتلاكنا لكم كبير للمؤهلات التراثية.
وماذا قدمت للحفاظ على الموسيقى التراثية لمنطقة الأهقار؟
قمت بتطوير النماذج اللحنية التراثية على آلة العود وإعادة رد الاعتبار لآلة الايمزاد وألحان التيسيواي من الناحية الأكاديمية، وهذا من خلال تدوين ألحانها بطريقة جد دقيقة بمساعدة الفنانة ألمين خولان والفنانة بوزيد شانة والفنان عجلة خمدة، ولقد مكنتني الدراسة الموسيقية الأكاديمية من اكتشاف فنون نادرة في العالم وتقنيات صوت عجيبة لمنطقة الأهقار هي على قيد الاندثار ونتمنى أن تصنف ضمن التراث العالمي اللامادي، ونتمنى أن أثري الساحة الثقافية بأفكار ومقترحات من خلالها أن تعطي نفسا ثقافيا جديدا على المنصات الوطنية والدولية من خلال تشكيل أوركيسترا للألأت التراثية التقليدية بطريقة جد محكمة ومضبوطة، كما أطمح لخلق مدرسة تهتم بالحفاظ على هذا الموروث الفني ومن خلالها تدريس آلة العود للشباب المبدع لنحمي اللحن الأصيل للمنطقة.
حدثنا عن كتابك “موسيقى الأهقار” من الشفهية إلى التدوين” وكيف ولدت الفكرة؟
كتابي “موسيقى الأهقار من الشفهية إلى التدوين” الصادر عن دار الأنير هو بمثابة مشروع، قدم دراسة كبيرة وشاملة وجد دقيقة عن موروثنا الموسيقي لأن هدف هذه الدراسة رصد جميع المعلومات التي تتعلق بالموروث الموسيقي لمنطقة الأهقار وهذا بمختلف أنواعها وأشكالها.
تولدت هذه الفكرة من غيرتي الكبيرة على منطقة الأهقار لأن منطقتنا لا تحتوي على دراسات أكاديمية، وحتى لو كانت يروج لها بطريقة خاطئة لأنها بشكل كبير ترتكز على الطريقة الشفهية وغياب عنصر التدوين الموسيقي، الذي هو بمثابة أكاديمية التي من خلاله يمكننا فهمه بشكل كبير فحاولنا أعطاء دراسة مقاربة انطلاقا من الشفهية بالإتصال مع أعمدت وكبار الفن الأصيل للأهقار ونقله صحيحا وتدوينه انطلاقا من إخضاعه إلى اللغة الموسيقية.